6 فبراير 2013

استخدام الأيباد في التعليم


مايزال البعض يقف مترددا حيال أي مخترع جديد وينظر إليه بعين التروي والترقب والحرص بينما البعض الآخر يحب المغامرة والتجريب والاستكشاف وهذا ما حصل مع أغلب الأجهزة التقنية صغيرها وكبيرها ، وفي ميدان التعليم كان أهل الميدان فرقا شتى نحو أغلب الاجهزة المطروحة من حيث مدى فاعليتها ومدى الاستفادة القصوى منها وهل تلائم الوسط التعليمي أم أنها لا تفي بالغرض كاملا وهل تستحق المبالغ المدفوعة أم لا ؟ كلها أسئلة تثار وتنتظر إجابات بين فترة وأخرى .
وسأعرض هنا مثالا على جهاز آبل المشهور : أي باد

يقف الناس أمام جهاز آبل اللوحيpad ) i) ثلاث  اتجاهات : فالأول ترى أنه نوع من الترف الزائد وأنه لا يحقق الغاية المرجوة وليس إلا حمل زائد سيضاف إلى الأحمال التي ترهق الأسرة ..ناهيك عن تكلفة إصلاحه لو قدر تلف أي قطعة فيه أو كسر الشاشة ، كما ان بعض الطلاب مازال في أمور التقنية غير متمكن منها قياسا بغيره مما يجعله يتأخر مرتين تقنيا ودراسيا !
وأما الثاني فيرى أنه من الضروري الآن أن يكون بحوزة كل طالب جهاز أي باد يحمله بدلا من حمل حقيبة مدرسية يئن منها ظهر الطالب وينحني كل يوم بمقدار معين مما جعل الكثير من أولياء الأمور ينادون بتخفيف وزن الحقيبة المدرسية ، هذا الفريق يرى أنه في ظل التطورات الحاصلة وثورة التقنية فإننا حتما في الفترة المناسبة لاستبدال الاي باد بالكتب (الكتب هي المتروكة) وأن الطالب سيندفع نحو التعليم بشكل ايجابي وهو يحمل جهازه الذي يمتلأ بالمواد الدراسية في صورة تطبيقات تفاعلية .

وأما الاتجاه الثالث فهو لا يعارض فكرة استخدام الأي باد في العملية التعليمية ولكن بصورة منتظمة ووفق خطة مدروسة ومعد لها الإعداد الجيد ، بدءا من حوسبة المناهج وتوفير الأجهزة للطلاب بكلفة مناسبة أو بالمجان كعهدة يرجعها الطالب نهاية العام الدراسي وأيضا من خلال تدريب الطلاب على استعمال الجهاز الاستعمال الأمثل في التعليم وتوفير مدربين تقنيين لهم دراية بالتعامل مع هذه الأجهزة الذكية وكيفية تسخيرها لخدمة المواد الدراسية .

من وجهة نظري الشخصية أن أصحاب الاتجاه الثالث أكثر منطقية في بسطه للفكرة وعرض رأيه الذي لا يمانع ولكن وفق شروط تجعل الاستفادة ممكنة والتفاعل جيد .
فليس المهم ان نكون أول من استعمل الشيء ولكن الأهم ان نكون أول من استفاد فعليا منه ، والقضية ليست في عرض منهج دراسي على جهاز الاي باد فحسب إنما توثيق صلة الطالب بالتقنية وربطها بالمناهج الدراسية فيلعب ويذاكر ويقرأ بين الفينة والأخرى، ويتواصل مع معلمه في أي وقت بسهولة فيصبح التعليم هنا مشوقا للطالب إلى حد ما حتى لا نكن متفائلين جدا بأن الطلاب صيصبحون بين ليلة وضحاها يودون المبيت بالمدرسة !

من خلال تجربة متواضعة لي مع الطلاب ظهر حماسهم نحو استعماله ومذاكرة المادة من خلاله وأنه لو طوع لهم التطويع السليم لأثمر ذلك ثمارا كثيرة وكبيرة ومفيدة ، وبطبيعة الحال قد لا يكون الأمر حتما داعيا إلى عدم استعمال القلم والأوراق ولكن يظل ذلك في حدود حتى لا تصبح العلاقة بين الأقلام وأصابع الطلاب علاقة قطيعة وفراق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لتعليقك الكريم.