ينظر البعض إلى مفهوم المدرسة الإلكترونية - أو ما يعرف بمدرسة المستقبل - أنها تلك المدرسة التي تضع جهاز حاسب آلي لحضور المعلمين وانصرافهم، وآخر لإدخال سجلات الغياب وكشوف الطلاب، فحسب، ولا يدرون أن المفهوم أكبر من أن يحصر بتلك الاستعمالات .
فالمدرسة الإلكترونية ليست محصورة في الأجهزة التي يستعلمها معلمو المدرسة وإدارتها لإنجاز الأعمال الإدارية، إنما هي المدرسة التي تسير معظم أمورها بأجهزة تقنية حديثة ابتداء من اثبات حضور الطلاب والمعلمين، إلى أداء العملية التعليمية من خلال أجهزة تقنية تفاعلية، وانتهاء بأداء الطلاب الاختبارات إلكترونياً .
إن تدعيم أي مدرسة وتحويلها إلى مدرسة إلكترونية يحتاج إلى أمور عدة، منها الدعم المالي وذلك لتوفير الأجهزة بأنواعها ومد الشبكات الحديثة فيها (شبكة إنترنت - شبكة داخلية - شبكة اتصال)، إضافة إلى تدريب المعلمين على استعمال التقنيات في المواقف الصفية واستثمارها أفضل استثمار ويكون في المدرسة مركز تدريب مجهز ومعد خصيصا لذلك، ووجود خبراء تقنية لهم دراية بتكنولوجيا التعليم أو على الأقل تكون هناك صلة مع المدرسة، كمستشارين يمدون الكادر الإداري والتعليمي بآخر ما وصل إليه عالم تكنولوجيا التعليم، فضلاً عن وجود إدارة مدرسية عصرية تتوق للتطور وتنفق بسخاء وتشجع المبدعين، وتهيئة الطالب ليتعامل مع التحولات الإلكترونية، وذلك عبر تغيير منهاج مادة الحاسب الآلي لتؤسس طالبا يستطيع التعامل مع التقنيات الحديثة والبرامج التفاعلية ومواقع الشبكة العنكبوتية وأدوات الإعلام الجديد .
إن تحويل المدرسة إلى إلكترونية يجعلها بيئة جاذبة، فالطالب سيستغني عن حمل الكتب إلى منزله والعودة بها إلى المدرسة، فسيكون هناك نسخ من المقرر على أجهزة الطالب المدرسية ولن يحتاج إلا إلى جهاز أي باد يوثق بعض المعلومات الإضافية فيه، أو قرص صلب صغير يحمله في جيبه .
وحتماً ستكون المدرسة جاذبة حينما يرى الطالب التغير في طرح المواد التعليمية وتحول الجامد منها إلى مادة تفاعلية سلسة مدعمة بالصوت والصورة تسهم في تسهيل المادة العلمية وتثبتها في ذهن الطالب بصورة شاملة .
كما أن من خصائص المدرسة الإلكترونية أنها تساعد ولي الأمر على معرفة سلوك ابنه ومستواه العلمي، وهو في مقر عمله عن طريق البرامج المختلفة المعدة لذلك والتي تتيح إرسال التقارير والدرجات ومشاهدة سجل سلوك الطالب وغير ذلك مما يمكن نشره عبر الشبكة أو عرضه في موقع المدرسة الإلكتروني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لتعليقك الكريم.